3.5 مليار شخص سيحتاجون إلى تقنيات مساعدة بحلول 2030
معرض اكسبو أصحاب الهمم الدولي 2025 يستقطب أرقى التقنيات لخدمة 50 مليونا من أصحاب الهمم في المنطقة
1.2 مليار دولار حجم سوق التقنيات المساعدة في 2030
منظمة الصحة العالمية تقدر أن حوالي 2.5 مليار شخص بحاجة إلى منتج مساعد واحد على الأقل لتحسين قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية والعيش باستقلالية.
دبي، الإمارات العربية المتحدة، فبراير 26، 2025:تشهد أسواق الشرق الأوسط موجة جديدة من طرح العديد من التقنيات المساعدة المتطورة بهدف تحسين جودة حياة الاشخاص من أصحاب الهمم الذي يصل عددهم الى أكثر من 50 مليونا في دول المنطقة.
ومن ضمن قائمة هذه التقنيات المتطورة وبفضل التقنيات والأنظمة والبرامج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والاهتمام الكبير بهذا الشريحة الكبيرة التي يصل عددهم في الوقت الراهن الى 1.3 مليار نسمة ومن المتوقع ان ترتفع الى 2 مليار نسمة في 2050 حسب منظمة الصحة العالمية، أصبح هناك معدات متطورة تساهم في تغيير واقع حياة الأشخاص من مختلف الاعاقات السمعية، والبصرية، والحركية والحسية.
اكسبو أصحاب الهمم والتقنيات المساعدة
وضمن هذا الإطار يسعى معرض اكسبو أصحاب الهمم الدولي في دورته السابعة للعام 2025 لاستقطاب مجموعة من التقنيات المساعدة الأكثر تطورا لخدمة عشرات الملايين من أصحاب الهمم في دول الشرق الأوسط لتمكينهم من العيش باستقلالية أكبر والاعتماد على أنفسهم.
يقام المعرض تحت رعاية سمو الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة في الفترة ما بين 6-8 أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة 270 شركة وعلامة تجارية عالمية ومراكز إعادة التأهيل من اكثر من 50 بلدا حول العالم.
وقال غسان سليمان الرئيس التنفيذي للمعرض الذي تنظمه شركة ند الشبا للعلاقات العامة وتنظيم المعارض:” “لقد أدى التطور السريع في تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، وشبكات الجيل الخامس، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء، والتعلم
الآلي إلى إحداث تغييرات جذرية وتحسين كبير في جودة حياة أصحاب الهمم. لقد ساهمت هذه الثورة في التقنيات المساعدة في توفير أحدث التقنيات والابتكارات لهذه الشريحة وبسرعة قياسية، بعد أن كانت تستغرق فترات طويلة لدخول الأسواق سابقًا، لذلك بدأنا نرى مثل هذه التقنيات تشق طريقها إلى الأسواق لتحدث تأثيرًا كبيرًا في أسلوب عملنا وحياتنا.”
غوغل ومايكروسوفت
وأظهرت دراسة أن مستويات الرضا عن المنتجات المساعدة وخدمات التقييم والتدريب والصيانة بلغت 92.2%. وفي سبتمبر 2024، افتتحت شركة جوجل أول مركز لاكتشاف التسهيلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دبي، لافتةً إلى أن عدد الأشخاص من أصحاب الهمم في هذه المنطقة يفوق تعداد أكبر عاصمتين فيها مجتمعتين، وهما القاهرة والرياض. ويوفر المركز تقنيات مبتكرة مثل المنبه الخاص بالصم والملاعق الثابتة.
من جهتها، صرحت شركة مايكروسوفت:” في عالمنا المتصل اليوم، يمثل الوصول إلى التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في حياتنا وأداة محورية لبناء مستقبل أكثر عدالة. فإمكانية الوصول هي الأساس لدمج أصحاب الهمم في المجتمع وتشكيل مستقبل أكثر شمولية للجميع.”
أبرز التقنيات
ومن أبرز التقنيات الحديثة في الوقت الراهن يأتي جهاز قابل للارتداء ينقل الإشارات العصبية العضلية من سطح الجلد إلى الأجهزة الرقمية، مما يساعد الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري، على التحكم بالتكنولوجيا بسهولة أكبر. كما تشمل التقنيات الجديدة نظام ترجمة نصية فورية يعرض الترجمة المغلقة المباشرة للأشخاص الصم وضعاف السمع، إضافة إلى تقنية التعرف على الصوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تساعد الملايين ممن يعانون من اضطرابات عصبية على التواصل بشكل أكثر كفاءة.
وفي مجال التنقل، تم تطوير تطبيق ذكي للهواتف المحمولة يربط المستخدمين بسائقين لديهم مركبات مهيأة لتلبية احتياجاتهم الخاصة من حيث إمكانية الوصول، مما يسهل التنقل بطريقة أكثر راحة واستقلالية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تطبيق مبتكر لمستخدمي الكراسي المتحركة يساعدهم في العثور على دورات مياه ومواقف سيارات مخصصة بالقرب منهم، بناءً على موقعهم الحالي.
وفي مجال الأجهزة الطبية، تم ابتكار ركبة اصطناعية متطورة تحاكي الحركة الطبيعية لمنح مبتوري الأطراف العلوية حرية حركة أفضل. وهناك تقنية حديثة تشمل إعادة تصميم فأرة الكمبيوتر بحيث يمكن التحكم بها باستخدام حركات الرأس واللسان، مما يوفر للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية طريقة أكثر سهولة وفعالية لاستخدام الأجهزة الرقمية. وفي مجال خدمات المكفوفين، تم تطوير جهاز ذكاء اصطناعي صغير الحجم يمكن ارتداؤه لمساعدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، مما يعزز
استقلاليتهم في الحياة اليومية. وهناك أيضًا تقنيات مبتكرة تتيح تجارب سفر افتراضية وتخطيط مسبق للرحلات، مما يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية على استكشاف الوجهات السياحية والتخطيط لرحلاتهم بسهولة.
كما تم تطوير تطبيق مخصص للأشخاص الصم وضعاف السمع، حيث يمكنهم تسجيل أصوات محددة من بيئتهم، ليقوم التطبيق لاحقًا بإصدار تنبيهات مرئية ولمسية عند التعرف على هذه الأصوات مجددًا، مما يعزز مستوى الأمان والاستقلالية لديهم.
أما النظارات الذكية، فهي مزودة بشاشة مدمجة ومساعد ذكاء اصطناعي، حيث تقدم ترجمة فورية للغات، وتسجيل الملاحظات، وتلخيص الاجتماعات في الوقت الفعلي، مما يسهل التواصل اليومي ويمنح المستخدمين تجربة أكثر استقلالية وكفاءة.
كما تم تطوير الساق البيونيكية لتعزيز القدرة على الحركة لمبتوري الأطراف فوق الركبة، من خلال دمج محرك كهربائي ومستشعرات متطورة لتحسين الأداء الحركي ومنحهم مزيدًا من الاستقلالية.
كما تم ابتكار جهاز قابل للارتداء يمكّن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النطق من التحدث والتواصل باستخدام أصواتهم الخاصة، مما يعزز من اندماجهم في المجتمع.
وفي مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تم تطوير منتج ذكي يعمل على تحسين استخدام الهواتف الذكية للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر، مما يسهل عليهم التفاعل مع الأجهزة الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، تم ابتكار روبوت طبي متعدد الاستخدامات يمكن ارتداؤه للمساعدة في علاج اضطرابات المشي، مما يسهم في تحسين الحركة والاستقرار للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القدرة الحركية.
أما في مجال التقنيات المتقدمة، فقد تم تصميم سماعات أذن عصبية تتيح للمستخدمين التحكم في أجهزة الكمبيوتر، الأجهزة الذكية، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والكراسي المتحركة دون الحاجة إلى الصوت أو اللمس أو الشاشات، مما يفتح آفاقًا جديدة من التفاعل مع التكنولوجيا.
دفعة كبيرة
وقد حظيت التقنيات المساعدة بدفعة كبيرة في بداية هذا العام بفضل إطلاق أول حملة عالمية للوصول إلى هذه التقنيات خلال منتدى دافوس، والتي قادتها شراكة AT Scale Global Partnership بهدف تعزيز إتاحة حلول المساعدة للجميع. وفي الوقت نفسه، تعمل منظمة الصحة العالمية على تحديث قائمتها الخاصة بالمنتجات المساعدة.
ووفقًا للإحصاءات، فإن ما بين 5% و15% فقط من إجمالي 70 مليون شخص يحتاجون إلى كرسي متحرك لديهم القدرة على الحصول عليه، في حين يحصل 10% فقط من مستخدمي أجهزة السمع حول العالم على منتجات مساعدة مناسبة. كما أن أكثر من 200 مليون شخص يعانون من ضعف البصر لا تتوفر لديهم نظارات أو أجهزة بصرية ملائمة، ولا يتمكن سوى 5% من أصل 40 مليون شخص مبتور الأطراف المحتاجين لأطراف صناعية من الحصول عليها. وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 2.5 مليار شخص بحاجة إلى منتج مساعد واحد على الأقل لتحسين قدرتهم على القيام بالأنشطة
اليومية والعيش باستقلالية. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى التقنيات المساعدة قد يصل إلى 3.5 مليار شخص بحلول عام 2050، في حين من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الأجهزة المساعدة عالميًا نحو 47.11 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2031.
انتهى